Thursday 12 June 2008

Obama on the Nile

أوباما على ضفاف النيل
كتب توماس فريدمان
نقلا عن صحيفة نيويورك تايمز
11 يونيو

أود أن أشير أولا أن هذا المقال ربما يضع باراك أوباما فى مأزق, ولكن ذلك لا يمثل مشكلة بالنسبة ألى . فأنا أعرف أن الكثير من المصريين والمسلمين العرب يرغبون فى أن يصبح باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة الامريكية.
فقد أتيحت لى الفرصة لمتابعة الانتخابات الامريكية من الخارج ولكن الغريب هو ان يصبح باراك أوباما هو المرشح الاول من وجهة نظر المصريين. ففى الوقت الذى يؤكد فيه أوباما انه مسيحى وليس مسلما فإن المصريين لديهم شغف كبير فى أن يصبح باراك أوباما الرجل الأسود, الذى له أصول مسلمة, هو الرئيس الامريكى القادم.فهم لا يعرفون شجرة العائلة الخاصة به ولكن ما يعرفونه هو أن باراك إذا أصبح هو الرئيس الامريكى القادم فستتغير علاقة دول الشرق الأوسط بأمريكا_ وذلك بغض النظر عن عملية 11 سبتمبر.
فكلما أجرى حوارا مع أى شخصية أجد أنها تنهى كلامها بقولها" هل يمكننى أن أطرح عليك سؤالا: هل سيتركوا باراك أوباما يفوز بالانتخابات؟" ( فدائما يقال هل سيتركونه يفوز , ولا يقال هل سيفوز باراك)
وربما لا يكون من المبالغ به أن الديمقراطيين جعلوا من أوباما مرشحا عنهم لتحسين صورة أمريكا أمام الدول الاخرى_ تلك الصورة التى تم تشويهها بواسطة الحرب على العراق و ما فعله بوش كرد فعل على هجمات 11 سبتمبر وسجن أبو غريب وجوانتانامو بالإضافة الى الخوف من أى أجنبى والمشكلات بين دبى والادارة الامريكية.
بالطبع فإن المصريين لديهم موقف مظلم من الولايات المتحدة والولايات المتحدة لديها أيضا نفس الموقف من مصر.ومن حين لاخر تفعل امريكا بعض الافعال الراديكالية الخارجة عن المعتاد وبعض التصرفات القديمة والتى لا تستطيع دول الشرق الاوسط التقليدية أن تتخيلها.
فقد كنت أتناول العشاء فى إحدى المطاعم على النيل فى مصر مع رجلين من جهات رسمية فى مصر ومع رجل أعمال وتساءل أحدهم قائلا: هل يمكن أن يحدث شىء مثل ذلك بمصر؟ وكانت الاجابة بالنفى من أحدهم , مضيفا الى أن ذلك لا يمكن أن يحدث فى اى مكان فى المنطقة بأكملها. هل يمكن أن يتولى رجل قبطى الحكم فى مصر؟ بالطبع لا. هل يمكن أن يتولى الشيعة الحكم فى السعودية؟ بالطبع لا . كما أن ذلك لا يمكن ان يحدث حتى بعد مئات السنيين. هل يمكن أن يتولى البهائيين الحكم فى إيران؟ اطلاقا . فالماضى يحرق المستقبل .فهؤلاء المصريين متحمسيين الى حد ما لباراك أوباما لأن ذلك سيجعل لقب " مؤيد لأمريكا" ليس سبا كما هو حادث فى السنوات الاخيرة, ولكنه مدحا . وقد أشار أحد الدبلوماسيين الامريكيين إلى قائلا: إن سلوك أوباما يبدو للأجانب وكأنة ليس فقط سيستمع الى أراءهم وانما سيضعها فى الحسبان. فهم يعتقدون أن هذا الرجل الذى كان ينظر الى أمريكا من الخارج لفترة ما من حياته يمكنه أن يكون مواكبا بشكل أكبر للاتجاهات العالمية.

http://www.nytimes.com/2008/06/11/opinion/11friedman.html?em&ex=
1213416000&en=4bde3fcf7058b1b0&ei=5087%0A