Wednesday 8 April 2009

الإتفاقية المصرية(كامب ديفيد) المبرمة عام 1979 التى وعدت بالسلام ولم تحققه




كتب زلاك مان بالاشتراك مع منى النجار:
4 أبريل 2009-04-08 نقلاً عن النيويورك تايمز


http://www.nytimes.com/2009/04/05/world/middleeast/05egypt.html?_r=1&scp=1&sq=For%20Egypt,%20Promise%20of%201979%20Peace%20Still%20Unfulfilled&st=cse

كان الاسبوع الماضى الذكرى السنوية لمرور 30 عاماً على إتفاقية السلام (كامب ديفيد) بين مصر وإسرائيل ورغم ذلك فإن هذه الذكرى مرت فى صمت, دون أى مظهر إحتفالى بها وبالكاد وجد ذكر بسيط أجوف عن هذه الذكرى. ولكن ذلك لم يكن مفاجأة لأنه حقيقة لم يكن هنا أيضاً أى ابتهاج بإحياء هذه الذكرى لهذه الاتفاقية. فالزمن دائماً فالأذهان مازالت تذكر العدوان الاسرائيلى على قطاع غزة. ولكن هذه الذكرى السنوية كانت تستحق الاحتفال بها كنوع من التذكير بالوعود التى لم تتم. فقد قيل للمصريين أن هذه المعاهدة ستؤدى إلى سلام شامل بالمنطقة ولكن ذلك لم يحدث. كما قيل لهم أيضاً أن هذه المعاهدة ستسمح للحكومة بالتركيز على مسيرة التطوير والنهضة السياسية والاجتماعية والاقتصادية بدلاً من التركيز على الحرب, ومع ذلك فإنهم لا يزالون يعيشون فى حالة من الفاشستية والتى يعرفها الكثيرون باسم حالة من الفقر. ليس هذا فحسب بل قيل لهم أيضاً أن هذه التفاقية ستجعل لهم صوتاً لتأييد القضية الفلسطينية ولكن الكثيرين يرون أنها قد إنحرفت عن هذا الاطار.ويرى الكاتب أسامة أنور عكاشة أن مصر الأن ليست ذات نفوذ مؤثر فى أى شىء ويقول أيضاً إن مصر من دول العالم الثالث فى المنطقة وأن مصر كانت دولة را~دة فى السابق ولكنها تخلت عن هذا الدور وهى الان مثل رجل البريد مهمتها توصيل الرسائل فقط.
فالحالة العامة الان سيئة لدى الجميع بالمنطقة. ويقال غن هذه الاتفاقية أنها هى للرفض المصرى والعجز الدبلوماسى. ويعتقد الكاتب والمحلل السياسى بالقاهرة فهمى هويدى ان المعاهدة ليست السبب فى كل ذلك ولكنها كانت البذرة الاولى لذلك. كما أن معاهدة كامب ديفيد هى أساس عملية السلام فى الشرق الاوسط ووضع مصر كطرف دوره فى كل الجهود الدبلوماسية العالمية لحل النزاع الفلسطينى . وكان الرئيس مبارك قد اعلن محافظته والتزامه بهذه المعاهدة وبالعملية الدبلوماسية والنظام السياسى الذى يبنى ويدعم المعاهدة.

أما عبد الرؤف الرييدى رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية والسفر الرسمى للولايات المتحدة فيقول ان الحكومة المصرية قد انتقدها العرب أثناء حرب غزة ولكن مصر ظلت ثابتة على موقفها ولم تهتز بسبب هذا الهجوم الذى اعتبروه إختراقاً لمعاهدة السلام. فى حين يرد مساندوا ومؤيدوا الحكومة غالباً على الدعوة التى تطالب بإلغاء المعاهدة بسؤال واح: وماذا بعد؟؟ فالامر لا يقتصر فقط على خسارة مصر حوالى 1,4 مليار دولاراً كدعم ومساعدة كل سنة ولكن أيضاً ستقل المنافع التى تحصل عليها ويضعف صوتها فى الغرب ومن المحتمل تساق الى حرب جديدة.
أما الرئيس مبارك فيعتز دائماً بتكرار ذكر الضربة الجوية التاريخية, مؤيداً بذلك نفس الجدال الدفاعى مرات ومرات, محاولاً إقناع شعبه وجيرانه أن هذه التفاقية ضرورية من اجل سيادة السلام والاستقرار بالمنطقة. وفى الوقت نفسه فإن هناك حلف قوى ضد مبارك وحلفائه المتمثلون فى الاردن التى لديها معاهدة سلام هى الاخرى مع اسرائيل, وقد أعربت الرياض بالمملكة العربية السعودية عن رغبتها أيضاً فى السلام الاقليمى.وبعد حرب غزة رفضت كل من ايران, وهى دولة عير عربية, وسوريا وقطر العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل كما دعوا مصر لإلغاء هذه المعاهدة, التى وقعها الرئيس السادات منذ 30 عاماً فى زيارته للقدس وكان توقيعه عليها بمثابة زعزعة لمكانة مصر بين بين حلفائها العرب. ولكن كانت نتيجة جهوده فى هذا الشأن هى استرداد مصر لسيناء والتى كانت محتلة من اسرائيل. وبعد اغتيال السادات عام 1981 أصبح مبارك رئيساًلمصر ونجح فى اعادة مصر لدورها المركزى فى العالم العربى وهو ما يعد تفوقاً على الاثر الذى اخلفته المعاهدة. ولكن الكثيرون يسألون الان: وماذا بعد ذلك؟

يقول أشرف ماجد طالب بجامعة القاهرة أن المعاهدة ليست جيدة لمصر ويسأل ماذا جنينا منها بعد 30 عاماً ويضيف قائلاً " لا أعتقد أنها نافعة لمصر لأ، الواقع يقول انه لا يوجد سلام فالحرب هى ما نراها دائماً.فأراء أشرف يوجد ما يشابها الكثير والكثير فى العالم وهى تكشف عن الانقسام الفكرى والمعرفى التى تشهده الاجيال المختلفة.فالكثير من الرجال والنساء الاكبر سناً ممن عاشوا ثلاثة حروب مع اسرائيل يعتقدون بأن المعاهدة كانت شراً لابد منه, فهى تعد نهاية للحرب التى طالما استنزفت الدولة ومواردها وأسفرت عن الكثير من القتلى والجرحى.كما يرون ان الهدف من هذه الاتفاقية لم يكن تطبيع العلاقات مع اسرائيل والذى لم يحدث ابداً ولكن كان الهدف هو انهاء الحرب فقط. ومن جانبه يرى امير محمد رجب, البالغ من العمر58 عاماً والذى حارب فى 1973 وهو يملك حالياً محل للاثاث, أن الشباب الذين يقولون ان السلام كان شىء سىء لا يفهمون كيف كان حالنا ايام الحرب, حيث يعتقد الشباب أن الحرب مثل التى يرونها فى الافلام.فرأيهم نابعاً من قلبهم وليس من عقلهم, فهم لا يدركون الثمن الذى دفعناه من اجل السلام والذى كلفنا الكثير من الدم والجهود الكثيرة. ونحن لا نريد ان نعود لتلك الايام مرة اخرى. انه انقسام الاجيال الذى يوجد ايضاً فى واشنطن واسرائيل والذى سبب القلق لديهم بشأن ما سيحدث بعد ان يرحل مبارك الذى يبلغ من العمر 81 عاماً فى مايو المقبل والذى ربما يتغير بسبب التغييرات السياسية فى بلده.وتقول مصادر رسمية امريكية ان مبارك لا يزال حليفاً نافعاً لأنه من الجيل الذى يتذكر الثمن الذى تكلفه الحرب. فقد كان عنوان مقالة حديث بصحيفة هاارتس الاسرائيلية " هل يمكن ان يستمر السلام المصرى الاسرائيلى بعد رحيل مبارك عن منصبه؟" لكن الرئيس مبارك يعلم انه يحتاج تأييده لهذه التفاقية لأن بعض الاجيال تعتقد ان اسرائيل عدواً لهم.ومبارك حريصاً جداً على عدم تمهيد الساحة السياسية امام الاخوان المسلمين الجماعة المحظورة والتى دعى اعضاؤها مصر للإنسحاب من معاهدة كامب ديفيد, كما حاولوا محاولة فاشلة فى الحصول على حكم من محكمة مصرية لإلغاء هذه التفاقية الدولية. وقد كان لهذه المحاولات صداها بالشارع المصرى.ويقوزل رجب صاحب محل الاثاث انه صدم عندما رأى الحرب التى كانت محتدمة فى غزة وغضب لعدم قدرة مصر على انهائها. ويضيف قائلاً" بالطبع لا يجب الغاء هذه الاتفاقية او سحب الدبلوماسيين من هناك. ولكننى شعرت مثل الان ان المعاهدة من جانب واحد وان صوت مصر لم يكن بنفس قوة صوت اسرائيل فى الاتفاقية. فهى اصبحت اتفاقية احادية الجانب."