المسلمة والالمانى الذى من أصل روسى:
نقلاً عن صحيفة دى فيلت الالمانية
كتب توماس شيميد
15 يوليو 2009
http://www.welt.de/die-welt/article4122442/Die-Muslima-und-der-Russlanddeutsche.html
ما حدث بالضبط فى أغسطس 2008 فى حديقة الاطفال بمدينة درسدن, هو وجود رجل ربما لا يعرفه أحد, هذا الرجل هو نتاج أكيد لصدام الحضارات. تبدأ القصة مثلما تبدأ كل الحكايات المشابهة بشجار يومى حاد حدث بين السيدة السلمة التى كانت ترتدى الحجاب وبين الالمانى عندما طلبت السيدة المسلمة منه أن يترك الأرجوحة حتى يتمكن صغيرها البالغ من العمر 3 سنوات أن يلعب عليها. ومن هنا بدأ النزاع حيث بدأ الالمانى يسب السيدة المسلمة وينعتها بالمسلمة الارهابية العاهرة وكانت نهاية هذا النزاع بقيام الالمانى البالغ من العمر 28 عاماً بقتل السيدة المصرية فى قاعة المحكمة.
هذه القصة التراجيدية بدأت بنزاع صغير وانتهت بنتائج كبيرة. ولكن ذلك لا يحدث فقط فى المانيا وانما يحدث أيضاً فى مصر وايران. ويعد هذا مثال اخر عن كيفية متابعة العالم الاسلامى لحدث مثل هذا الحدث وعن كيفية معاملة المسلمين فى العالم الغربى. فالعالم الاسلامى لديه استعداد كبير للسخط على الغرب ويميل أيضاً لنعت الغرب بأن لديه ما يسمى بالاسلامو فوبيا كما يرى العالم الاسلامى أن الغرب يجب أن يخجل لأنه يفرق بين الناس فيما يخص حقوق الانسان.هذا بالإضافة الى الكلام العبثى الذى قاله الرئيس الايرانى احمدى نجاد عن وحشية الحكومة الالمانية والفساد القضائى للسلطة الالمانية. حيث قال نجاد ( أننا يجب ان نعرف ذلك جيداً ليس الان فحسب ولكن منذ نشر الصحف الدنماركية للرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للنبى محمد). ويضيف نجاد قائلاً ان برامج تكاملية كثيرة ستغير الفكرة القائلة بأن العالم الاسلامى لا يهتم أو إن الاحكام المسبقة التى يصدرها تكون فى نطاق ضيق او ان المسلمين فى المانيا يمثلون خطراً على الاجساد والارواح.( ولكن اللاذع حقاً هو ما تضمنه كلام نجاد بأن الحكومة الالمانية ليست مع حرية الاديان- انظروا الى الاقلية البهائية فى ايران). والاهم من ذلك هو ان الدبلوماسية الالمانية ستكشف عن النزاعات الوشيكة بالعالم الاسلامى وفى اسرع وقت ممكن ستكشف ايضاً عن الاتجاهات السلبية فى العالم الاسلامى.
ولكن بالنهاية ما تبرزه لنا هذه القضية هى تضارب العلاقة تماما بين الجانى والمجنى عليه. حيث كانت القتيلة مروة الشربينى دكتورة صيدلانية وزوجها باحث فى مجال الوراثة ولديه منحة دراسية في معهد ماكس بلانك. اما الجانى فهو المانى من اصل روسى ويحمل جواز سفر المانى ولدية شعور بالفوقية والتميز على المسلمة وهذا كل ما هنالك.والوقع انه مثل باقى الالمان ذوى الاصل الروسى الذين يقفون فى ذيل القائمة. والحقيقة هى ان حادث مقتل درسدن لا يجسد الحياة اليومية للمهاجرين في المجتمع الالمانى -- ولكن ذلك ليس سوى نموذج للدراما ، والحياة في متجر متعدد الثقافات ، وليس أقلها في المنافذ.
Thursday, 16 July 2009
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment