أوباما واليهود
نقلا عن نيويورك تايميز
كتب توماس فريدمان
18مايو
لقد سمعت من قبل أن باراك أوباما سبق له أن قال أن الاحتلال الاسرائيلى للضفة الغربية والذى بدأمنذ 1967 يجب أن ينتهى ذات يوم..هل سبق لك أيها القارىء أن سمعت بهذا من قبل؟ ولقد سبق لى أن سمعت أيضا أنه أعلن أن ليس فقط إسرائيل هى التى من حقها ان تحظى بالأمان ولكن أيضا يجب أن يحظى الفلسطينيون بالامان ويجب أن تتضمن أى اتفاقية سلام حق الفلسطينيين بوجود دولة فلسطينية. كما أننى سمعته مرة صرح أيضا بأنه طال انتظار قيام دولة فلسطينية مستقلة وقد تأخر ذلك كثيرا رغم ان الفلسطينيين يستحقون ذلك.كل هذع الاقاويل ما هى الا اشاعات متداولة الان على لسان اليهود الامريكيين عما اذا كان باراك اوباما سيكون نصيرا للفلسطينيين ام لا. ولكن يبقى شىء: وهو ان كل هذه الاشياء لم يتحدث اوباما نفسه عنها. ولكن الرئيس بوش هو من اصدر تلك الاشاعات فى السنتين الاخيرتين حيث يعد بوش صديق مقرب لإسرائيل.لكن ماذا يعنينا فى ذلك؟ انه يعنى لى الكثير من الاشياء.أولا أن أمريكا هى الدافع وراء السلام العربى الاسرائيلى أيا كان الرئيس القادم فإن ذلك لا يغير من الوضع شيئا. وسواء كانت الولايات المتحدة تحت إدارة الجمهوريين أو الديمقراطيين فإنها فى كلا الاحوال قالت بالموافقة على ان تعيش الدولتان الفلسطينية والاسرائيلية جنبا الى جنب وان تستعيد فلسطين الضفة الغربية وغزة والجزء الشرقى من القدس وان تعيد اسرائيل الاراضى التى انشأـ عليها مستوطنات اسرائيلية للفلسطينيين. كما ان الفكرة القائلة بأن باراك أوباما إذا أصبح رئيسا للولايات المتحدة فإنه سوف يتخلى عن عن الموقف الامريكى تجاة القضية الفلسطينية الاسرائيلية فإن ذلك سيجعل الموقف الامريكى مضحكا أمام المجتمع الدولى.ولكن قبل حدوث جدل عما اذا كان باراك اوباما سيكون رئيسا جيدا بالنسبة لاسرائيل ام لات ,علينا اولا بالاجابة على هذا السؤال:ما الذى يجعل الرئيس مناصرا لدولة اسرائيل؟على الصعيد الشخصى كمواطن أمريكى يهودى فأنا لا أوت فى الانتخابات الامريكية على أساس من هو الرئيس الذى سيخدم المصالح الاسرائيلية .أنا أعطى صوتى للشخص الذى أعتقد انه سيجعل الولايات المتحدة الامريكية هى الدولة الأقوى.أنا لا أفعل ذلك لأن أمريكا هى فقط موطنى ولكن لأن أمريكا هى المصدر الاقوى فى العالم الذى يساعد اسرائيل ماديا وعسكريا وهى دولة يحظى باحترام كل دول العالم.ولا أشكك فى دعم الرئيس بوش الابن لدولة إسرائيل ولكنه دائما يعلن أ،ه إسرائيل هى حليفة أمريكا فى الديمقراطية وفى السوق الحرة وهذا ليس مهما. ولكن الاكثر أهمية الان هو أن أمريكان أثناء ولاية بوش أصبحت دولة لا تخاف شيئا ولا يحترمها أيا من دول العالم وأصبحت غير محبوبة فى الشرق الاوسط وعجز بوش وافتقاده القوة والطاقة السياسية فى السبع سنوات الأخيرة جعل أمريكا وأسرائيل يمثلان العدو للجميع. وأعتقد أن الخطر التى باتت إيران تمثله على دولة إسرائيل كان بسبب إخفاق بوش فى إدارة الامور بالعراق. وإخفاقه أيضا فى إيجاد بدائل للبترول بأمريكا.والسؤال المطروح الان هو: هل باراك أوباما سيكون رئيسا أفضل من بوش؟ حقيقة أنا لا أدرى. ولكنى أرى أن نجاح الرئيس الامريكى يتحدد بنجاحه فى الدبلوماسية الاسرائيلية العربية. أنا لا أريد رئيسا يعمل فقط من أجل المصالح الإسرائيلية ولا يهتم بالشأن العربى أو شخصا يريد أن يسوق إسرائيل الى الموت عن طريق عدم وضعه لخطوط حمراء
فى حالة قيام اسرائيل ببناء المزيد من المستوطنات بالضفة الغربية